الثلاثاء، 31 يناير 2012

في المسألة الأرمنية: تركيا قتلت واغتصبت...لم لا تعترف؟! ... نحن أيضا نريد اعتذارا عن إبادة عرب الأندلس


 




في المسألة الأرمنية: تركيا قتلت واغتصبت...لم لا تعترف؟!
هو نوع من المكابرة التي أصبح القانون يعاقب عليها، منذ أن انكسرت ألمانيا في الحرب العالمية، وبات اضطهاد اليهود في ألمانيا عنوانا احتل واجهة الأحداث، وصار إنكار المذابح التي تعرض لها اليهود مدعاة للعقاب. وسواء اتفق البعض مع هذا الأمر أو لم يتفق، لكن هذه القيمة صارت عنوانا عالميا من عناوين القيم الإنسانية.


وعليه صار من حق كل شعب تعرض لاضطهاد ومذابح أن يفتش عن حقوقه، سواء كان هذا الشعب في الجزائر ضد مائة عام من العبودية لفرنسا، أو ضد تركيا التي قتلت الأرمن وهجرتهم، أو ضد إسبانيا الذين أبادوا المسلمين ومارسو عمليات قسرية لتغيير دينهم ومصادرة أموالهم.

إنها قصة العبودية الإنسانية الصارخة. قصة لم تكن تركيا العثمانية في منأى عنها. لقد مارست تركيا العثمانية هذا الإستعباد ضد العرب. وكانت تأخذ خيرة شباب العرب لاستخدامهم كعمال سخرة وحوائط صد في حروبها التوسعية. هي حروب كانت تتوسل بالإسلام. لكن الباب العالي كان يعتبر العرب جرذان لا قيمة لهم. بهذا المنطق تمت صياغة علاقة الدولة العثمانية بالعرب، وبهذا التصور كان بعض العرب مناطق مستباحة للجيش العثماني "المسلم" كي يمارسوا مع أحرار العرب ونسائهم كل الموبقات والإغتصاب من أجل إذلالهم.


الذين لا يريدون تذكر هذا التاريخ أناس يمارسون نوعا من الاستغباء على الناس. وإن كانت الحساسيات الإجتماعية تمنع التوسع في هذا الأمر، لكن هذا لا يعني أن يضحك علينا البعض ويمارس نوعا من التقديس تجاه التجربة العثمانية ومن بعدها التجربة التركية الحالية في حقبتها العثمانية الجديدة.

من الممكن أن ننظر لتركيا باعتبارها شريك، لكن على تركيا أن تتعامل بمنطق الشريك. أما اللغة الاستعلائية التي تمارسها تركيا مع العرب ـ حتى أولئك الذين لا نتفق معهم ـ فهي تحاول أن تستجلب قيم "عرب خيانات" لتجعلها طريقة للتواصل والتحاور.



 بالضبط كما كان يفعل الباب العالي من خلال عبيده في مصر العثمانية، حيث كان يبعث بقواته من أجل تأديب العرب إذا ما حاولوا أن يرفعوا رؤوسهم قليلا.

قضية الأرمن في تركيا لا تقبل الإنكار، ومظالم تركيا العثمانية للعرب أيضا لا تقبل الإنكار ولا النسيان. وأي شخص يشكك في تجاوزات العثمانيين إما جاهل لا يعرف، أو شخص غير موضوعي يتوسل بالمصالح الآنية دون أن يدري أن المصالح يمكن أن تتم مع عدم تجاهل التاريخ. أما الشخص الثالث الذي لا علاج له، فهو العثماني من العرب العاربة أوالمستعربة الذي يؤمن يقينا أن الأتراك والعجم من طينة أعلى من طينة العرب، ومثل هؤلاء لا يختلفون عن النازيين الذين كانو يروجون أنهم أنقى وأطهر البشر. 

نافذة الأرمن، هي النافذة التي يمكن من خلالها أن نرفع أصواتنا ضد الإبادة التي مارستها محاكم التفتيش في إسبانيا ضد عرب الأندلس بعد أن استعادوا الأندلس بسقوط غرناطة، ورحيل (أبو عبد الله الصغير) منها، وتركه للبقية ليواجهوا مصيرهم المحتوم.

ونافذة الأرمن، هي البوابة التي يمكن من خلالها للعرب في المغرب والجزائر أن يحاكموا الحقبة الإستعمارية الفرنسية أيضا.

باختصار شديد قد يتنازل العرب ـ لاعتبارات مختلفة ـ عن حقهم في الإقتصاص ضد مظالم الأتراك المسكوت عنها، لكن ليس مطلوب الدفاع عن مظالم تركيا للعرقيات الأخرى سواء كانو أرمن أو أكراد، بحجة أن تركيا سوف تقف معنا في وجه إيران، فإيران يقف العالم كله ضد سياستها وصلفها وطموحاتها التوسعية. وهذه الطموحات كانت محور الصراع التركي الإيراني أو يمعني أكثر دقة الصراع العثماني/ الصفوي.