الاثنين، 4 يونيو 2012

المفكر العربي ... كرتون بطاطس







المفكر العربي في منظور فضائياتنا مجرد: كرتون بطاطس

الفكرة تبدو حقيقية.

هناك من يتعامل مع التفكير باعتباره: سلعة.

هناك من يظن أن المفكر: كرتون بطاطس.

على ضوء ذلك: هو عندما يتعامل معه، يعتبر أنه يشتريه بما فيه. وبالتالي لا فرق بينه وبين: كرتون البطاطس.

هذا الأمر، أفضى إلى التعامل مع أي نسق، خارج سياق ما يريده المشتري، تجعل السلعة من نظره تبدو فاسدة، وغير قابلة للإستهلاك.

هذه الفكرة مرعبة جدا، لكنها ـ عربيا ـ موجودة !

أشاهد في الفضائيات العربي، رجالا كبارا، أحببناهم من خلال كتاباتهم. لكنهم يبدون في الشاشة وكأنهم مهرجون أو كراتين بطاطس.

المذيعة التي كانت ذات يوم صارخة الجمال، تتخاطب مع هذا المفكر بمنطق الست التي تعرف أنها جميلة، وأن هذا الجمال كان جواز عبورها. وهي تعتبر أنها صاحبة فضل إذ أنها جمعت هذه الثلة من كراتين البطاطس كي تثرثر مع المشاهدين من خلالهم.

الأمر نفسه ينطبق على المذيع، الذي يتباهى بفذلكاته، ويعتقد أنه مصدر الحقيقة ومنبعها. وأن على كرتون البطاطس الماثل أمامه أن يستجيب للأسئلة الإيحائية التي يطرحها، وأن يكون بحجم الأمل فيه وأن يجيب على قدر ما يريد المذيع وما تريده القناة الفضائية.

فضائيات البطاطس، أفرزت مفكري بطاطس، وخبراء بطاطس، وخبيرات بطاطس.

الظاهرة تطورت، مع سيادة (التوك شو) الذي لا يتوقف، بل إنه أصبح ظاهرة سرطانية تتمدد من التعليق على الأخبار خلال النشرة، إلى التعليق ما بعد الأخبار.

في المقابل صار عندنا: متظاهروا بطاطس أيضا.

من قال إن البطاطس ليس حالة فكرية، عليه أن يتأمل خطابنا الفضائي. وكما قال مظفر النواب ذات حين بعد أن شتم الزعماء العرب في مجلس حافظ الأسد: والله لا أستثني أحدا. وكان وقتها مطلوب منها أن يقول: إلا حافظ الأسد. لكنه لم يقلها.

وقتها، تم التعامل معه باعتباره بطاطس فاسد!

وبعض المفكرين، قرر من ذاته أن يصبح بطاطس، وبالتالي تراه يظهر بشكل يومي، كامل الدسم، يتجشأ من الشبع والتخمة، ويلقي على أسماعنا كلاما وفقا لما يطلبه الممولون، الذين يستمرون في تسمينه، وفي فتح مركز خاص به للدراسات، أو يمنحونه ـ وذلك أضعف الإيمان ـ رتبة خبير أو مستشار أو كاتب في مطبوعة تجعل المال الذي يتجه إلى حسابه قابل للتبرير فهو يكتب في مطبوعة خليجية، تدفع له 100 دولار مقابل كل كلمة يتشدق بها.