الأحد، 24 نوفمبر 2013

العناق المجاني Free hug


                                           

قالت صحيفة ''المدينة'' أمس (24-11-2014) إن الشرطة ألقت القبض على شاب في ساحة الممشى بجوار مستشفى النساء والولادة، لأنه كان يرفع لوحة مكتوب عليها Free hug .
سبقت ذلك حادثة شبيهة في شارع التحلية في الرياض وتعاملت معها هيئة الأمر بالمعروف.
أمس أيضا كان الكاتب خالد السليمان في ''عكاظ'' يعلق على استيقاف الشابين في الرياض. وقد اعتبر في مقالته أن الاستهجان الذي لقيه الحدث ناتج عن عدم الاعتياد على ذلك مع الأقارب، فما بالك بالنسبة للأغراب؟!
في جدة ظهرت لوحات مضادة، تحفز على الابتسامة، وشاهدت صورا لشباب يحملون لوحات تدعو للتبسم في وجوه الناس، باعتبار هذا من الوصايا النبوية الكريمة.
الظواهر الشبابية الجديدة، تحتاج إلى كثير من التفهم، وبالتأكيد فإن أي خروج عن الآداب العامة لا بد من التعامل معه بشكل صارم.
إشكالية هذه اللوحات - في رأيي - تتمثل في الخوف من تحولها إلى وسيلة من وسائل المعاكسات. هنا نحن نحتاج إلى إعادة إنتاج هذه الفكرة بشكل مختلف، بحيث يمكن من خلاله إنعاش مشاعر الحب والتراحم والمودة وإشاعة الابتسامة التي تعاني الضمور فعليا.
إن الوجه المبتسم يجعل يومك إيجابيا. والابتسامة عدواها حميدة. وأتذكر في هذا الصدد، أن هناك مبادرة لإنشاء جمعية محلية تهتم بالتحفيز والتوعية بأهمية الابتسام. لكن هذه الجمعية بقيت مجرد عنوان صحافي.
قصة الشاب الذي استنسخ فكرة السلام المجاني من خلال محاكاة تجربة أجنبية، كشفت ردود الأفعال عليها عن نظرة ارتياب وتهيب من المبادرة، وبعض الذين علقوا في خبر ''المدينة'' اعتبروا أن الظاهرة ''ليست من العادات والتقاليد المعروفة لدينا، وتعتبر من الظواهر التي يتم فيها تقليد الغرب''.



الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

التدوين عبر الهواتف الذكية

هذه أول مرة أجرب التدوين عبر الهاتف. نحن نمارس التغريد عبر الهاتف، وحتى التواصل مع الأصدقاء عبر الفيس بوك وسواه من مواقع التواصل الإجتماعي.
يبدو لي أن الكتابة والتدوين ستكون متعة أخرى.
لماذا تأخرت في هذه الخطوة؟! ربما لأنني كنت أفتش عن تطبيق يحقق هذه الغاية بكفاءة.
أظن أن هذه التجربة سوف تجعلني أزداد قناعة بالفكرة أو صرف النظر عنها.
 ما هي تجاربكم في التدوين عن طريق الهواتف الذكية، هل تضاهي في متعتها التدوين السريع من خلال تويتر وفيس بوك أم لا؟
ينقص التطبيق بعض الأدوات الخاصة بالتنسيق؛ الألوان؛ تغيير حجم بنط الكتابة ... إلى آخره. 

فنان في الكعبة ... المسألة لياقة فقط ... بعيدا عن الحلال والحرام


أثارت صورة نشرتها الفنانة أحلام على انستجرام لزوجها وهو يخرج من جوف الكعبة إثر مراسم غسلها، وتغريدة لفنان آخر بمشاركته في المراسم، ردود فعل بدت غاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي.
الحقيقة أن البعض حاول الدفاع عن الأمر، باعتبار أنهما مسلمين ولا يملك أحد مصادرة هذا الحق منهما، أو المزايدة على تدينهما من عدمه.
هذا كلام فيه كثير من الحق، لو كان النقاش يتركز على هذه الجزئية.
الأمر في رأيي الشخصي يتعلق باللياقة. لا يمكنك أن تفتح مكانا مباركا بهذه الطريقة.
 كثيرون يتشوقون إلى المشاركة في هذه المناسبة، بل إن البعض يأتي إلى بيت الله الحرام، ولا يكاد من شدة الزحام يستلم الركن اليماني أو يقبل الحجر الأسود.
في بريطانيا ـ مثلا ـ زيارات الشخصيات للملكة ، على ندرتها، تكون لأسماء محدودة، ولشخصيات معروفة، وتخضع القائمة للتدقيق والتمحيص وإجراءات برتوكولية معقدة. وحتى في زيارات الوفود الرسمية، يتم تحديد عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالدخول على الملكة، ولا يتجاوز العدد في بعض الأحيان شخصين.
هذه البروتوكولات، إذ لم تنضبط بضوابط دقيقة، تغدو مدعاة للبلبلة والعتب أيضا.
إن بيت الله الحرام وكعبته الشريفة تتمتع بوضع حساس للغاية. قد يكون من المبرر أن يتم النظر إلى الأمر بشكل مختلف لو كان المسموح له بالدخول شخصية سياسية عالية أو شخصية دينية مرموقة. مع الإعتذار لزوج الفنانة وللفنان. ولكن هناك أثرياء يمكنهم أن يدفعوا ثروة لنيل هذا الشرف الكبير.
لقد  فتح تباهي الفنانة الزوجة، والفنان ـ عبر مواقع التواصل الإجتماعي ـ شهية كثيرين للسؤال : كيف يمكننا أن نشارك في شرف غسيل الكعبة المشرفة؟ ولماذا هؤلاء ولسنا نحن؟ وهو سؤال مشروع، وإن لم يرض البعض عن طرحه.
أيها السادة : المسألة لياقة فقط ... بعيدا عن الحلال والحرام.


الأحد، 17 نوفمبر 2013

هل تتعارض الوطنية مع التذكير بمراعاة حقوق الإنسان في التعامل مع المخالفين؟

كثير من المحترمين، الذين يستهجنون المطالبة باحترام إنسانية المخالفين، ينظرون للمسألة بشكل فيه خلط. ويسخرون من دعوات مشروعة ضد بعض الممارسات التي صدرت من مراهقين وشباب آخرين، رغم أنهم قلة لكن فديوهاتهم وتعليقاتهم وتصرفاتهم شوهت جهود رجال الأمن، وأساءت لنا جميعا.
لقد جاء الحصاد سريعا، عبر حملة مضادة، استفادت من هذه الفديوهات، من أجل تصوير موضوع المخالفين على غير صورته الحقيقية.
مثل هذا النوع من الخطاب الغوغائي، قد تتقبله من إنسان بسيط، لكن عندما يصدر من أكاديمي أو مثقف أو عضو في مجلس الشورى يصبح الأمر مختلف تماما. 
إن مجرد تسويغ التجرد من حقوق الإنسان في التعامل مع المخطئ، هو خطاب كارثي، لا تعترف به المؤسسات الرسمية، ولا ينبغي أن يتبناه من يتخاطب مع الرأي العام ويوجهه.
لقد كانت الصور البائسة التي يتباهى من خلالها بعض الغلمان عن (تحرير منفوحة) كما كان يردد أحد الأغبياء، أو اقتحام منزل أحد المخالفين وإخراجه من قبل بعض العوام، أو الصراخ والنفير عند اكتشاف نقود في أحد المنازل - كما أظهرتها بعض الفديوهات - ... كل هذه الصور البائسة لا يمكن غض النظر عنها بدعوى الوطنية.
وحتى يتسق الخطاب الإنساني مع الخطاب الوطني، لا بد من خطط لا يتعاطى معها العوام، تبادر بها الجهات الأمنية، تتضمن القبض على المخالف ونقله إلى مركز إيواء المخالفين وسرعة ترحيله.
لقد خسرنا كثيرا بسبب بضعة فديوهات، وسوف تستمر خساراتنا إذا استمر بعض مثقفينا في تبني خطاب تبريري، مع اتهام من يطالب بترك مسألة التعامل مع المخالفين واستيقافهم للأجهزة المعنية بالطرح المثالي.
إن أبرز نتيجة لمثل هذا الخطاب التبريري؛ أن يختلط الحابل بالنابل، في ممارسات فوضوية، نتائجها يمكن أن تقوض مشروع الخلاص من المخالفين بشكل منظم، وعبر مدى زمني معروف، وسبق أن تم الإعلان عن خطوطه الرئيسية التي تتكئ على استراتيجية تنظم حملات تفتيش مكثفة على مدار عام كامل.
ليس من الضروري أن يتم تنفيذ الغزوات على الشوارع بهذه الطريقة الشعبوية. المطلوب فقط أن يتم إحكام الرقابة على عملية توظيف هؤلاء المخالفين. عندما لا يجد المخالف فرصة عمل واحدة، ولا إشارة مرور يمكنه أن يقف أمامها لممارسة التسول، سوف يبحث هو عن أول وسيلة للمغادرة.
هذا يتطلب أيضا أن تمنح وزارة العمل تأشيرات لمن يحتاج؛ مع تغليظ العقاب عليه إن ثبت أنه جلب أكثر مما يحتاج ليستثمره من خلال تشغيله لهم عند آخرين.
 إن تحميل وزارة الداخلية وحدها عبء مكافحة المخالفين يمثل جزء من العلاج. ولكن لا يمكن أن يكتمل هذا العلاج أو ينجح ما لم تواكبها نظرة ذات أفق ورؤية أوسع من وزارة العمل ومن المواطن أيضا.
وحتى يتحقق كل هذا، على المواطن أن لا يتدخل بيده في ملاحقة المخالفين، هذا ليس عمله. وليكتفي بالإبلاغ عن المخالفات فقط. 
أما من يلومون سفير إثيوبيا عقب لقائه مع عبد الله المديفر عبر روتانا خليجية، لأنه تهرب عن الإعتذار المباشر  - رغم إدانته لها - فليتذكروا أن البعض أعطاه المبرر من خلال فديوهات رديئة تم الترويج لها، واستفاد منها كل الذين تأذوا من حملة التصحيح، ومن هؤلاء إلى جانب المخالفين، تجار تأشيرات وشركات مقاولات ونظافة عملاقة كانت تجد في هذه العمالة وسيلة للتكسب والثراء الفاحش. 
مطالبة بعض الزملاء بطرد السفير، لا تعدو عن كونها موجة عاطفية، عانينا من مثلها في فترة سابقة في مصر. والأجدى من هذا الخطاب الشعبوي أن تستمر حملة ملاحقة المخالفين بهدوء ودأب عبر الجهات المعنية فقط.

الخميس، 7 نوفمبر 2013

إجازة من تويتر

 أعطيت نفسي إجازة شهرا كاملا من مواقع التواصل الاجتماعي. التجربة كانت ممتعة للغاية. وعززت قناعاتي السابقة، أن الحدث الذي يستحوذ على الاهتمام في ''تويتر'' ـــ مثلا ــــ ليس شرطا أن يكون الأهم.
يستتبع هذا نتيجة مهمة للغاية، أن من يوجد في دائرة مواقع التواصل الاجتماعي، وعددهم في تزايد مستمر، يبقى مرتهنا لمثل هذه الأحداث، حتى إن قال إنه يملك من الاستقلالية والوعي ما ينأى به عن التورط في انفعال اللحظة وأسر الرأي السائد.
خلال الشهر الذي قضيته معتزلا مواقع التواصل الاجتماعي، كنت أتابع الأحداث المحلية والعالمية عبر الوسائل التقليدية العامة.
بدت الصورة أكثر هدوء ووضوحا أيضا. المناوشات التي تجري بشأن أربع أو خمس قضايا محلية وخارجية، أصبح إيقاعها بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر رصانة ووضوحا.
لم يكن الأمر يكتنفه صراع، ولا اتهامات، ولا مصادرة رأي، ولا تشكيك في الولاء، ولا كلمات انفعالية غير منضبطة.
هكذا تبدو الصورة في صفحة تويتر المحلية والعربية. تجاه قضايا متعددة على غرار: رفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الأمن، قيادة المرأة للسيارة، قضية التحرش التي شهدها أحد الأسواق الكبرى في الظهران، ضرب عامل النظافة... إلخ.
لقد استحوذت علينا مواقع التواصل الاجتماعي. نسبة مشاركتنا فيها في السعودية عالية جدا، إلى درجة أن أقارب وأصدقاء كثر، لم يكن مقنعا بالنسبة لهم أن تقول إنك في إجازة من ''تويتر''. بل إن البعض أكد إنه لا يتصور نفسه قادرا عن الاستغناء عن تصفح تغريدات ''تويتر'' بشكل يومي.
لكنني كنت وما زلت أنصح الجميع بمثل هذه الإجازات، فهي تخرجك من دائرة الأحداث التي يتم اصطناع بعضها، إلى دائرة أوسع تساعدك على رؤية أكثر اتساعا، بعيدا عن ضغوط وتوجيه من تتابعهم أو يتابعونك.
وبعيدا عن حالة الوهم التي تستحوذ على البعض أنه يتواصل مع الناس، بينما هو يتواصل مع شخصيات افتراضية.
ثم إن الانقطاع وقتيا عن مواقع التواصل الاجتماعي، يزيد من قدرتك على قراءة أكثر عمقا، سواء كانت هذه القراءة لكتب ورقية أو إلكترونية.

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

الإبتسامة تجعل إيقاع الحياة أجمل

 أجمل البدايات : إبتسامة.
إنها المفتاح، نحو كل شيء جميل. وهي العصا الذي تتوكأ عليه، كي تصوغ تواصلا إيجابيا مع كل ما حولك. 
لعلك وأنت تقرأ هذه الكلمات، تتوقف قليلا، وتتأمل سلوكك في اللحظات الماضية مع الشخص المجاور لك، أو الشخص الذي قابلته.
 كيف نظرت إليه؟ كيف نظر إليك؟ هل كنت مبتسما؟ ما ردة فعله على ابتسامتك؟
الحقيقة أن الكثير منا يقع في ورطة التجهم دون أن يشعر.
والبعض يضطر للتجهم، لأن ثقافة بعض الأماكن لا تساعد على الإبتسامة.
لكن تبقى هذه حالات نشاز وسط إيقاع يفترض أن يعلي من شأن الإبتسامة.
في موقف أو أكثر، كان يسوده الغضب، وجدت أن الإبتسامة تعيد صياغة الحوار بشكل أقل حدة.
في البيوت المطمئنة، تصوغ المداعبات مسارات الحوار، فيغدو أكثر سلاسة وانضباطا.
الإبتسامة رسالة طمأنينة. عندما تدلف من الباب مبتسما، أنت تقدم رسالة إيجابية للجميع. تقول لهم : أنا منكم، وأحبكم جميعا.
هذه الرسائل أحيانا تتوارى، خلف وجه يتلبسه جدار، هذا الجدار لا ترى فيه أي تعبير إيجابي. كل الرسائل التي تخرج منه يطغى عليها التجهم، الذي يفضي إلى تفويت بناء أي جسر للحوار والتواصل الإنساني.
 نحن نحتاج للإبتسامة في المنزل.
نحتاج للإبتسامة في الشارع والسوق.
نحتاج للإبتسامة في مكان العمل.
ثقافة الإبتسامة، هي إفراز لحالة وعي، وهي إحدى المهارات التي يمكن للمرء أن يتعلمها.
الشيء اللافت، أن موروثنا الإنساني والديني قوامه على مثل هذه الأمور. في الحديث : وتبسمك في وجه أخيك صدقة.
أين ذهبت هذه الإبتسامة؟
من سرقها منا؟
لماذا أصبحت نفوس البعض شحيحة، إلى درجة أنه لا يرغب في التصدق حتى بابتسامة؟!

هذه أسئلة ربما يتسع الفضاء للتفكر فيها. 

* هذه التدوينة تم نشرها في مجلة "أهلا وسهلا" ـ عدد أكتوبر الماضي 2013.