السبت، 27 أبريل 2013

الجلوس على الكرسي


الطموح حق إنساني. كرسي المدير، وكرسي الوزير، وما فوقه مطمح لناس كثر في كل الدنيا.
 الذين جربوا الجلوس على الكرسي، تنازلوا عن كثير من أفكارهم ورؤاهم.
 الحق أن سعد الله ونوس في مسرحية "الملك هو الملك" أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكرسي يدور، بصرف النظر عن من يعتليه، سواء كان هذا هو الشخص الحقيقي، أو المهرج الذي جاء عبر لعبة عابرة، لتتحول القصة إلى واقع.
قصة المهرج في مسرحية ونوس تقول باختصار إن الحاكم شعر بالسأم فقرر أن يتبادل الأدوار مع المهرج، بحيث يصبح المهرج حاكما وهو يتقمص دور المهرج. واقع الحال أن الناس تعاملوا مع المهرج المتنكر بدور الحاكم باعتباره حاكما. ولم تفلح محاولات الزعيم في إقناعهم أن الأمر مجرد لعبة، وأن الحقيقة أنه هو الحاكم.
في الحياة من حولنا، الصورة لها شواهد عدة، فطباخ الرئيس يمارس دور الرئيس على من حوله، ومكفول الوزير يمارس دور الوزير على من حوله.
قال لي أحد الأصدقاء : امتلأ المكتب عندنا بمكفولي الوزير ومحاسيبه، الذين أصبحوا مثل الفطر الذي يتمدد في كل مكان، ولا يمكن للمدير أن يرفض طلب توظيفهم لأنه يريد أن يعيش.
 والطريف أن رواتب بعضهم تتجاوز رواتب موظفين كبار.
 الكل يمارس صمتا ونفاقا تجاه هذه المسرحية التي يتمدد ميدانها ليشمل أكثر من جهة عامة وخاصة.
لا أحد يجروء على الكلام.
ومن يكسر حاجز الصمت، ولو بالإشارة، يكون جزاؤه الرادع الجلوس في الحديقة الخلفية وممارسة الفرجة.
بين المسرحية والواقع ـ قال صديقي ـ يحدث أن تتم حلحلة أمورك في قضايا عالقة من خلال تواصل سائقك الفلبيني مع سائق صاحب المعالي الفلبيني أيضا.
لا أكتمكم أن الجلوس مع صديقي، صار يصيبني بالإحباط مؤخرا !!