الخميس، 20 ديسمبر 2012

تناقضاتنا اليومية



نحن أسرى تناقضاتنا. لا أستثني أحدا. نحن نقول كثيرا، ولكننا قد نأتي بأفعال مناقضة. نحن جميلون في خطاباتنا ضد كل شيء سلبي: العنصرية، المحسوبية، الظلم، حقوق الناس، حرية التعبير، احترام الرأي المخالف، الطائفية، التنطع والغلو، الوقوف ضد العنف الأسري، الدعوة إلى الانضباط المروري... إلخ.
هناك قائمة طويلة من الخطابات المثالية، التي يرددها المسؤول، ويقولها الإنسان العادي. خطابات نستدعي من خلالها كل بلاغتنا الخطابية والكتابية. تويتر - باعتباره من علامات ساعة الحقيقة - أحد أبرز المعاقل التي يمكنك من خلالها أن تقتنص التناقضات، إذ بين كل تغريدة وأخرى، تجد هذا التناقض، ففي الوقت الذي تطول فيه غضباتنا أفعالا سلبية - كالعنصرية مثلا - لكن نفحة من الحماس الزائد، تجعل التغريدة التالية تنضح عنصرية. وفي السياق ذاته، فإن التعاطي مع الحوار باعتباره مظهرا متحضرا، ينكسر فجأة مع أول خلاف في الرؤى، ليغدو الأمر شخصيا، ويتم - فيما بعد - نسف كل الأشياء المثالية.
بالمناسبة أغرب تصريح قرأته الأسبوع الماضي كان للدكتور عبد الله العبيد، نقله عنه جمال خاشقجي في تغريدة له عبر ''تويتر'' قال فيها: ''إن مركز الحوار الوطني درَّب نحو مليون سعودي على آداب الحوار''. ومنذ قرأت هذا الكلام وأنا أتساءل: متى؟ وأين؟ وكيف؟
أظن أننا قد نجد قريبا سؤالا تعجيزيا يتم طرحه على المتقدمين للتوظيف لذكر أسماء المليون سعودي الذين تم تدريبهم على الحوار عبر مركز الحوار الوطني.