الأربعاء، 17 يوليو 2013

اقتلوا العزاب إذن


معظم الشقق المفروشة في السعودية ترفض إسكان العزاب، ما رأيكم أن نقتل العزاب ونتخلص منهم إذن؟!
فجر يوم ليس بعيدا، هبطت بي الطائرة القادمة من الخارج في إحدى مدن المملكة. لظرف ما كان عليّ أن أغير طائرتي بمجرد وصولي، والتوجه إلى مدينة أخرى لحضور مناسبة سعيدة. وعدت نفسي بنومة هانئة عند وصولي لأقرب أوتيل أو شقة مفروشة. لا حجز في الأوتيلات القليلة في هذه المدينة. البديل القائم الشقق. مررت بعدة شقق فندقية. سؤالي اليتيم: هل هناك غرفة؟ وكان الرد اليتيم قبل أن يقول لا أو نعم بسؤال: عزابي أم عائلة؟!
أيقنت أن خيار اصطحاب فرد من الأسرة معك في أي سفرة في الداخل مسألة تعطيك أفضلية في السكن. لا يمكن لشخص عازب يعتمر شماغا أن يحصل على شقة مفروشة، ما لم تحدث معجزة، أو يتعاطف معك شخص، بعد أن تتحول إلى مهرج وتشير إلى تضاريس وجهك وأنت تردد: نعم..عزابي مؤقتا.
وزارة الداخلية مشكورة قامت بحل مشكلة النساء اللواتي لم يكن يجرؤ أي مكان على إسكانهن لأنهن بغير محرم. أسقط هذا القرار الكثير من العناء الذي كانت تواجهه النساء العازبات، إذ كان خيارها أن تبحث لها في كل مدينة عن صديقة تقبل أن تستضيفها (...).
بقي العزاب من الذكور. يواجهون صلف موظفي الاستقبال، الذين يتعاملون معهم، باعتبارهم أشياء غير قابلة للاستهلاك، ولا للإسكان. هذه المسألة بالتأكيد مرتبطة بثقافة تسيدت في فترة، وصورة ذهنية تكرست، فلم يعد يجدي علاجا للمسألة سوى قرارات عليا، تحذر جهات الإسكان العامة من الامتناع عن استضافة أي شخص، سواء كان عازبا أو معه عائلة. إذ يبدو أن منطق الشقق الفندقية أخذ يتمدد في كل مكان، وصار الخيار أمام الشباب، إما اصطحاب خيمة، أو النوم في السيارة.
هنا لابد أن نسأل الهيئة العليا للسياحة عن مشروعية مثل هذه التصرفات. فقط تصور نفسك مسافرا لوحدك، وخضت تجربة رفض إسكانك لأنك عازب ولا عائلة معك. ماذا ستفعل؟!
هل يتبرع أحد من الهيئة العليا للسياحة والآثار بإفادتنا بالجواب الشافي. الأماكن الوحيدة التي تستضيفك الفنادق، وهذه ليس كل إنسان لديه طاقة على أثمانها التي تتزايد يوما بعد آخر.

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

السؤال الذي ينبغي أن يوجهه الإخوان إلى أنفسهم : لماذا يكرهوننا؟!

في المعركة الدائرة حاليا ، بين فسطاط (الإخوان) وكثير من المسلمين في بلدان الربيع العربي، يتحاشى الإخوان سؤالا واحدا : لماذا يكرهوننا؟!!
هذا السؤال هو لب القضية، التي يمكن من خلالها الإمساك بأطراف القضية التي تجد لها صدى في الشارع. 
وعلى عقلاء (الإخوان) أن يطرحوه على أنفسهم. ويحاولو معالجة الأزمة التي أفرزتها طريقتهم في التعامل مع الناس وإدارة الأمور. 
 لقد تفرغ (الإخوان) قبل و في أعقاب خلع الرئيس السابق مرسي للحديث عن حرب ضد الإسلام. واعتبار أن كل من يختلف معهم، هو بالضرورة مخالف للإسلام.
 هذا يكشف إشكالية احتكار (الإسلام) وإشكالية الخصومة القائمة بين فكرة (أن تكون مسلما ...إذن عليك أن تكون إخوانيا). 
وكي يتأكد كونك أصبحت من عوام الإخوان، عليك أن تكون: بذيئا، سليط اللسان، قليل الأدب. تشتم هذا، وتلعن ذاك، وتتهم بالعمالة، وتلصق بالجميع تهم التواطوء مع إسرائيل أو أمريكا.
لقد كشف تويتر كثيرا من الأسماء التي أفقدها التعصب رشدها، فأصبحت تطلق الصديد من أفواهها على هيئة شتائم عارية، تعكس أن المحاضن والقواميس التي يستمطرون منها هذه الكلمات غير نظيفة أبدا.
إن تجربة الإسلام التي تعرضت للتشويه، خلال الفترة الماضية، كانت نتاج تأجيج الكراهية، وهذه الكراهية أفرزت ـ في مصر مثلا ـ عمليات سحل وقتل لأناس قد لا يدينون بالإسلام، ولكنهم يبقون شركاء في الوطن.
تعزيز فكرة (الأمة) وتغليبها على فكرة الوطن، جعلت قوة حماس وضغوطها في القاهرة تتزايد بدلا من أن تكون هذه القوة فاعلة في فلسطين، وصار للتيارات المتطرفة أصواتا وممارسات تتم حمايتها والتغاضي عنها في دولة الإخوان.
 وهكذا تحولت سيناء مثلا إلى مرتع للجهاديين المتطرفين التي تتجه بنادقهم للعساكر المصريين. وكانت الحكومة تتغاضى بل وتسهم في حجب وتأجيل نتائج التحقيقات التي تعثرت معلوماتها لأكثر من عام.
حصاد (الإخوان) عمليات تخوين وتكفير لكل الناس، وعمليات اصطفاء وتزكية لأنفسهم. 
كان الإصطفاف المخيف، بين العثمانيين الجدد في تركيا والإخوان في مصر أولا ومن بعدهم إخوان تونس واليمن وحتى ليبيا لافتا للغاية. والشيء الأكثر غرابة هذا الإحتضان غير العادي لإيران. وكان هناك مع كل هذه التناقضات المختلطة، دعم لوجستي من الإخوانيين المترفين في بعض دول الخليج العربي.
لقد كان لدى إسلاميي مصر خيارات يمكنها أن تجعلهم نموذجا مميزا، بعد أن حملتهم الجماهير على أعناقها.
لكنهم أخفقوا، فخرجت نفس الجماهير التي صفقت لهم، لتعبر عن كراهيتها لهم ولفترة حكمهم.
إن استمرار تجاهل الإخوان في مصر لواقعة الكراهية المحكمة، لا يمكن أن يلغي هذه الحقيقة. 
إن على الإخوان أن يسألوا أنفسهم: لماذا أصبح الناس يكرهوننا؟
وعليهم عدم استخدم اسم الله الكريم في تصنيف الناس مسلمين وكفار، بل أن يحاولوا تصحيح المسار، والبحث عن مخرج من الأزمة التي يغوصون فيها، وكلما زادت جرائمهم، كما في حادثتي المنيل والإسكندرية، زادت قناعات الناس أن ثمة شياطين يزعمون أنهم ملائكة. لكن أيديهم الملطخة بالدماء لا يمكن للعين أن تخطئها.