الخميس، 7 نوفمبر 2013

إجازة من تويتر

 أعطيت نفسي إجازة شهرا كاملا من مواقع التواصل الاجتماعي. التجربة كانت ممتعة للغاية. وعززت قناعاتي السابقة، أن الحدث الذي يستحوذ على الاهتمام في ''تويتر'' ـــ مثلا ــــ ليس شرطا أن يكون الأهم.
يستتبع هذا نتيجة مهمة للغاية، أن من يوجد في دائرة مواقع التواصل الاجتماعي، وعددهم في تزايد مستمر، يبقى مرتهنا لمثل هذه الأحداث، حتى إن قال إنه يملك من الاستقلالية والوعي ما ينأى به عن التورط في انفعال اللحظة وأسر الرأي السائد.
خلال الشهر الذي قضيته معتزلا مواقع التواصل الاجتماعي، كنت أتابع الأحداث المحلية والعالمية عبر الوسائل التقليدية العامة.
بدت الصورة أكثر هدوء ووضوحا أيضا. المناوشات التي تجري بشأن أربع أو خمس قضايا محلية وخارجية، أصبح إيقاعها بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر رصانة ووضوحا.
لم يكن الأمر يكتنفه صراع، ولا اتهامات، ولا مصادرة رأي، ولا تشكيك في الولاء، ولا كلمات انفعالية غير منضبطة.
هكذا تبدو الصورة في صفحة تويتر المحلية والعربية. تجاه قضايا متعددة على غرار: رفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الأمن، قيادة المرأة للسيارة، قضية التحرش التي شهدها أحد الأسواق الكبرى في الظهران، ضرب عامل النظافة... إلخ.
لقد استحوذت علينا مواقع التواصل الاجتماعي. نسبة مشاركتنا فيها في السعودية عالية جدا، إلى درجة أن أقارب وأصدقاء كثر، لم يكن مقنعا بالنسبة لهم أن تقول إنك في إجازة من ''تويتر''. بل إن البعض أكد إنه لا يتصور نفسه قادرا عن الاستغناء عن تصفح تغريدات ''تويتر'' بشكل يومي.
لكنني كنت وما زلت أنصح الجميع بمثل هذه الإجازات، فهي تخرجك من دائرة الأحداث التي يتم اصطناع بعضها، إلى دائرة أوسع تساعدك على رؤية أكثر اتساعا، بعيدا عن ضغوط وتوجيه من تتابعهم أو يتابعونك.
وبعيدا عن حالة الوهم التي تستحوذ على البعض أنه يتواصل مع الناس، بينما هو يتواصل مع شخصيات افتراضية.
ثم إن الانقطاع وقتيا عن مواقع التواصل الاجتماعي، يزيد من قدرتك على قراءة أكثر عمقا، سواء كانت هذه القراءة لكتب ورقية أو إلكترونية.

ليست هناك تعليقات: