الخميس، 30 أكتوبر 2014

وباء اسمه الإدمان



يمكن النظر للإدمان باعتباره وباء، يعطل خلايا الدماغ، فيتحول المرء إلى شخصية أسيرة، مسلوبة الإرادة، وردود أفعالها تجاه المحيط الخارجي تتباين، وتصل إلى أقصى حالات الشذوذ الإنساني المتمثل في إيذاء الأم أو الأب أو الأشقاء والشقيقات. هذه الصورة القاتمة يجهلها كثير من أفراد المجتمع، كما أنهم يجهلون أصلا مظاهر الإدمان التي قد يعانيها الابن أو حتى الابنة. والنتيجة أن الغالبية لا يكتشف أن ابنه مدمن إلا بعد مرور أعوام، والبعض الآخر يتستر على الأمر ويحاول أن يتصالح معه، بدعاوى كثيرة يأتي في مقدمتها الخوف من العيب. لكن المسألة تستفحل لتبدأ الممارسات المرعبة التي تستهدف انتزاع المال من الأسرة بالقوة، وأحيانا سرقته أو توفيره من خلال السعي لبيع أي شيء، بكل ما تحمله عبارة "أي شيء" من شمولية.
البارحة الأولى تشرفت بدعوة كريمة من عبدالإله الشريف أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بمعية كوكبة من الكتاب في الصحف المحلية. كان اللقاء فرصة سانحة لاستعراض جهود المملكة العربية السعودية من أجل التصدي لشرور المخدرات. إن آفة المخدرات أصبحت ظاهرة عالمية، والحرب الفاضلة التي تخوضها الأجهزة الأمنية حققت نجاحات لافتة، لكن هذا الأمر لا يعني أننا أصبحنا في منأى عن الاستهداف المقصود لأسباب مختلفة، بعضها في رأيي فعل عمدي من الخارج يهدف إلى تغييب عقول الأجيال الواعدة من الذكور والإناث.
إن المخيف أن تدرك أن مستشفى واحدا لمعالجة حالات الإدمان على سبيل المثال يستقبل يوميا نحو 70 حالة إدمان. هذا رقم مخيف. والأمر يتطلب مبادرات لبناء مزيد من المستشفيات التي يشارك فيها القطاع الخاص. المعلومة المخيفة، أن الإدمان كلما تأخر علاجه، يتحول إلى عاهة، وبالتالي فإن إخراج السموم من جسد المدمن، لا يعني ضمان عدم عودته للإدمان مرة أخرى. حاولوا الاقتراب من أبنائكم وبناتكم. لا تعزلوهم أبدا. الجامعات والمدارس والاستراحات قد تكون أوكارا للإدمان. الأرقام مخيفة. الدراسات مليئة بالتفاصيل المرعبة. ساندوا جهود مكافحة المخدرات، بمنع من تحبون من الوقوع في أفخاخها المشرعة.

ليست هناك تعليقات: