الخميس، 30 أكتوبر 2014

ما دين أولئك؟



ما زلت أصر على أن هناك شيئا سيئا، لا علاقة له بالتدين، قد سلب عقول بعض الشباب في مجتمعاتنا، فتحولوا إلى أداة هدم وتشويه باسم الدين.
كان الإنسان الصالح يحظى بتقدير ومحبة الجميع. ذلك أن هذا الإنسان كان رحبا، لطيفا، بشوشا، ولم يكن يخلط عمله الصالح بأوحال المذهبية والطائفية والعنصرية.
هذا الخليط من البذاءة تراه يجتمع حاليا في الأدبيات التي تفرزها خطابات التطرف لدى تيارات التشدد والغلو من السنة والشيعة. ويدعمها في هذا العزف المنفر، فضائيات تمثل هذا الطيف أو ذاك.
كثيرة هي التصنيفات التي تم تسويقها بدأب، ولم تكن الأجيال السابقة تلتفت إليها. لكن إفرازات ما كان يسمى الصحوة في حقبة مضت، تحولت إلى ما يشبه حوصلة طائر شرير، تتشكل من خلاله صورة مشوهة للإسلام والمسلمين.
من اللافت في عدد من حوادث الإرهاب، أن الإرهابي ينتقل من تطرف إلى تطرف أشد، إذ إنه يغوص في أوحال المخدرات والضياع، ثم يغوص في أدران الغلو والتطرف.
لذلك كنت وما زلت أقول إننا بحاجة إلى سماحة شيبان المسجد في الزمن الماضي. هذا هو الدين الحقيقي، الذي ينعكس على الشخص تعاملا راقيا ومراعاة للنفوس.
التجييش والتحريش الحالي، أصبح يتسلل حتى من خلال المحادثات المتاحة في ألعاب الإنترنت.
إن خطابات الغلاة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدفعك للسؤال: ما دين أولئك القساة الغلاظ السفهاء؟! هذا الاستنكار المشروع، يستحضر دوما أن جوهر الدين عمارة روح الإنسان وبناء الأوطان.

ليست هناك تعليقات: