الاثنين، 8 أغسطس 2011

غضبة العيال



في مصر، كان البعض يعبر عن تضجره من الشباب ومن حركتهم، وكان يردد بنوع من الانتقاص: دول عيال.
في تونس، قهرت شرطية متغطرسة، رجلا كان يحاول فقط أن يوفر لقمة عيش لأسرته من خلال عربته البسيطة، هذا الرجل هو محمد بو عزيزي.
في أكثر من بلد، كان هناك دوما نوع من التعامل الفوقي المتغطرس تجاه الإنسان.
عندما دارت عجلة الغضب في تونس، إثر حادثة محمد بو عزيزي، لم يستطع كثيرون قراءة الصورة بشكل دقيق. في ذات الوقت، كان الوضع في مصر يغلي، لكن قارئ الصورة كان مصرا على أن يقول: دول عيال.
كان الليبي والسوري واليمني يرددون، وهم يرون نتائج عجلة الغضب في كل من تونس ومصر يردد: نحن لسنا مصر ولا تونس. هذه العبارة التي يبدو أنها صارت لازمة للخطابات المصاحبة للدول الثلاث تعكس نوعا من الاستخفاف الذي تتلخص محصلته في عبارة: دول عيال.
في كتاب يوميات عيل مصري للكاتب المصري أحمد محمد علي، هناك خيط واحد يظهر يتمثل في صوت الإنسان البسيط، صاحب الأحلام السهلة، الذي لا يجد وسيلة ولا طريقا يؤدي إلى تحقيقها.
هذا العيل المصري وجد في ميدان التحرير مكانا لتفريغ آماله التي كان سقفها واضحا، لكنه سرعان ما بدأ يرتفع، خاصة مع استشراء لغة: دول عيال. وتبدو لهجة الكتاب بسيطة للغاية وواضحة تختصرها عبارة وردت في ثنايا الكتاب تشير إلى أن "مصر زي القمر بس محتاجة ننفض عنها التراب".
هذه اللغة السهلة البسيطة تختصر أحلام وآمال كثير من الشعوب العربية التي تحركت. القاسم المشترك بين هذه الشعوب، أنها بقيت تنتظر لسنوات طويلة وعود الحصول على المن والسلوى.
 لم تحصد طوال تلك السنوات سوى مزيد من الفقر واستشراء الفساد وتزايد حالات التهميش وانتشار القمع، وهو الأمر الذي أدى إلى التغيير. طالب الناس في هذه الدول بالإصلاح، فتم التشكيك بهم واتهامهم بأنهم يحملون أجندات.
كانت أجندتهم رغيف خبز كريم وحداً أدنى من تحقيق العدالة الاجتماعية، لكن قادة هذه الشعوب أصرت على عبارة واحدة: دول عيال.

هناك تعليقان (2):

Nouf يقول...

كان العيل يطلب رغيف الخبز ولكنه انتفض واصبح المطلوب بيتي فور وهذا العيل يوف ينتقل من بلد عربي الى اخر ... شعار حملة أوباما التغير ويبدو ان هذا الشعار نفذ بحذافيره ليس في البيت الابيض بل علئ الارض العربيه

Unknown يقول...

معك خق ، التغيير الذي سيعم العالم بدأ هذه المرة من المنطقة العربية