الأربعاء، 10 أغسطس 2011

الوعي المغدور به

أحيانا يصبح الوعي مغدورا به، يتم تزويره وتزييفه، فيتشكل وعي جديد يقوم على مفاهيم خاطئة. والمؤسف أنه يتم فرض هذه المفاهيم وتسويقها باعتبارها تمثل الحق والحقيقة.
الوعي المغدور به، أفضى بنا إلى أن أصبح ثلة من أبنائنا، يتجهون صوب الغلو والتطرف بزعم أن هذا هو جوهر الدين الحقيقي. لقد تحول هؤلاء الأبناء إلى أدوات للقتل والتفجير باعتبار أن ريح الجنة لا تأتي إلا من هذا الباب. وهو وعي تم تسريبه في أذهانهم في غيبة للوعي الحقيقي الذي عرفه كبار السن من الآباء والأجداد فصاغهم الدين في سماحة وحب ورحابة وقبول للآخر.
الوعي المغدور به، أعطانا صورا مزيفة عن روح المواطنة الحقيقية، باعتبارها انحيازا للقريب وقريب الصديق، حتى تحولت منشآت ومؤسسات إلى قطاعات تتحكم فيها محسوبيات القرابة والنسب.
الوعي المغدور به، جعل البعض يطلق على الرجل الأمين أوصافا غير لائقة، فيما صار اللص من الشطار.
الوعي المغدور به، جعل أمثالا على غرار: إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، تصوغ علاقات بعض البشر ببعضهم، فأصبحت الذئبوية عنوانا يتم من خلالها ممارسة الغش والكذب والتدليس باعتبار أنها أسلحة مشروعة في مسرح الحياة الذي صار أشبه بالغابة.
هذه نماذج بسيطة من الوعي المغدور به. وهذه النماذج سوغت للخطأ أن يصبح عرفا عند البعض. ثم بعد ذلك يأتي من يسأل محتارا: أين الخلل؟!!

ليست هناك تعليقات: