الخميس، 11 أغسطس 2011

توفيق الحكيم وعودة الروح المصرية المتجددة


في الفصول الأخيرة من رواية عودة الروح، لتوفيق الحكيم التي أنجزها في باريس عام 1937، تظهر صورة من صور الثورة التي شهدتها مصر أخيرا. ربما تغيرت الشخوص لكن من المؤكد أن الصورة ذاتها والروح نفسها قد تلبست جيل  يناير.

شيء واحد كان ينقص الحدوتة التي أتقن توفيق الحكيم صياغتها، البطل أو الزعيم الذي يعيد صياغة آمال الناس. تواردت هذه الخواطر في ذهني وأنا أعيد قراءة الرواية، بعد أن نبهني الصديق الدكتور أنس الحجي خلال زيارة له للرياض مؤخرا إلى جوانب التشابه بين الثورتين، واستشهد بالرواية.
 
الرواية طويلة نوعا ما وهي من قسمين، وقد شعرت وأنا أقرأ فصول الرواية بارتياب في حكم الدكتور أنس، خاصة أنني أنهيت ثلاثة أرباع الرواية ـ بقسميها ـ ولم أجد خيطا يربط بين ثورة 25 يناير والرواية، لكنني في الفصول الأخيرة بدأت في التقاط المقارنة الصادقة. 
هو جيل عادت له الروح، التي كانت ولا تزال تتغلغل في الإنسان المصري منذ آلاف السنين، هذا ما تقوله الرواية.
إنه شيء يشبه السحر، ذلك الإندفاع الذي يحرك الناس، فيتحولون من حالة التصالح والتراضي مع النفس إلى حالة التلاقي عند هدف واحد يجد الناس أنفسهم مندفعين تجاهه بإصرار، يجعل الصورة تختلط على المراقب، فيخطئ القراءة، ويخطئ التفسير. أما أين ستتجه النهاية في الواقع لا فهي تبقى مفتوحة، كما هو حال رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم.

ليست هناك تعليقات: