الاثنين، 24 فبراير 2014

عن العوامية الحبيبة



إصرار البعض على تصوير حالات الإرهاب التي يمارسها بعض المجرمين في العوامية على أنه فعل بطولي، يعكس جورا وانحيازا لهوى نفس.

هم يبحثون في هؤلاء الأغرار عن أبطال. لكن ما البطولة في أن يحمل شخص سلاحا ويروع به الآخرين؟! لا أحد يقر مثل هذا التعدي والإرهاب، سواء كان مكانه في العوامية أو الرياض. وسواء كان مرتكبه سنيا أو شيعيا.

بل إن كل الأمم المتحضرة، تعتبر كل من يحمل سلاحا ويشهره في وجوه الناس مصدر تهديد للأمن، ويتم التعامل معه وفق هذا المنظور.

إن البعض يريد أن تكون العوامية جسرا لإذكاء الفتنة وضخ الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد. لكن هذا العناق بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، أكبر وأعمق من أن تؤثر فيه مثل هذه المحاولات.

إن من المهم، ونحن نتأمل في هذه الحادثة وما سبقها من حوادث، أن نعيد التأكيد على أن هذه الأطراف المتآلفة، لا يمكن أبدا أن يؤثر فيها أغرار من هذه الجهة أو تلك. إن القيمة العليا التي تعلو دوما هي قيمة الوطن، وقيمة الإنسان وأمنه وسلامته. وهذا الأمر يتعزز يوما بعد يوم، من خلال النظر في حال المجتمعات التي أثخنتها الفتن. هذا الدرس، يعزز الحاجة إلى أصوات العقل والعقلاء. إن التطرف والتطرف المضاد، مرض عضال، لا يمكن إطفاء غلوائه، إلا بالتضافر من أجل محاربة أطرافه كافة.

إن هناك من يتوسلون بالدين من أجل استهداف الوطن. لقد شهدنا وخبرنا هذا الأمر عبر سنوات طوال. سواء من خلال محاولات تصدير الثورة الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي عبر ما يسمى خط الإمام، أو من خلال تنظيم القاعدة التي تغولت على يد ما يعرف بالأفغان العرب من أفغانستان.

كثيرة هي التنظيمات والتحزبات التي تتوسل بالدين جورا وتستهدف الوطن والإنسان.

علينا أن نراهن على الوعي بكل هذه الأهداف، وأن نسعى لتعريتها. وعلى مركز الحوار الوطني أن يباشر مهامه الموكلة إليه بجدارة، بدلا من إضاعة الوقت في تلميع نفسه عبر مناشط ثانوية يمكن لسواه أن يؤديها.


ليست هناك تعليقات: