الأحد، 1 مايو 2011

غاب أسامة بن لادن : هل تنشط عناقيد القاعدة؟



أسدل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الستار على قصة أشهر مطارد في العالم: أسامة بن لادن. صور كثيرة مدهشة لقصة حافلة بآلام أبرياء لقوا مصرعهم نتيجة فكر القاعدة الذي استشرى في العالم.
أمريكيون يحتفلون بمقتل أسامة بن لادن
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تباينت الرؤى والتصورات حول الرجل. مسلمون رأوا في هذا الأمر انتصارا، لكن آخرين كانوا يستشرفون الصورة الأسوأ التي تحققت فيما بعد، فقد أفضى إرهاب القاعدة وعناقيدها، إلى تشويه صورة الإسلام وتحويل المسلمين إلى موضع اشتباه وارتياب.
لم يتوقف إرهاب القاعدة عند غير المسلمين، فقد اكتوى بنيرانهم مسلمون في أكثر من بلد عربي، من بينها السعودية التي كانت مسقط رأس أسامة بن لادن.
من المؤكد أن أسامة بن لادن، مثله مثل بقية الأفغان العرب، وجد في أفغانستان تربة خصبة، أعطته فرصة لتأصيل فكر الغلو والتطرف.
لقد بدت عملية تصنيع الأفغان العرب، تحت السيطرة بالنسبة لعدد من القوى الإستخبارية الدولية والإقليمية، لكن خروج السوفيات من أفغانسان، أبقى إشكالية الأفغان العرب، الذي تشكل فكرهم من جديد في أفغانستان، وصاروا غرباء عن الفكر الإسلامي وفكر بلدانهم.
هذه الغربة جعلت الأمر يأخذ بعدا مخيفا، فأفغانستان صارت نافذة لتمدد عناقيد القاعدة شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا.
ولعل خروج القاعدة من السيطرة، أفضى في النهاية إلى سلسلة من العمليات الإرهابية والإنتحارية، التي توجتها القاعدة بأحداث 11 سبتمبر 2001.
موت أسامة جعل الكل يسأل: وماذا بعد؟
هناك من يتخوف من عناقيد القاعدة. وتمدداتها التي تنتشر هنا وهناك. هل ينتهي تنظيم القاعدة؟ لا يمكن الجزم بذلك. فأسامة بن لادن قبل مقتله، وأيمن الظواهري حاليا كانوا أقرب إلى التنظير من الفعل التنفيذي.
لقد سئم العالم وضمنهم المسلمين، من خيارات العنف التي أشغلته طويلا، سواء كان هذا العنف يساريا أو نازيا أو إسلامويا.
العالم يتهيأ لبدء حقبة طويلة، وعينه حاليا تتركز على عناقيد القاعدة، التي ربما تترجم غضبها لغياب قائدها، من خلال عمليات نشطة تتخذ من بعض الكيانات القلقة ـ اليمن ومصر وليبيا مثلا ـ منصات انطلاق مؤثرة.




ليست هناك تعليقات: