الثلاثاء، 3 مايو 2011

عربيا تجاوز الخطوط الحمراء يحرمك من رؤية الشمس




صادف يوم الثالث من مايو الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. في هذا اليوم، النظرة على الأوضاع في العالم العربي تشير إلى أن الحريات تتراجع بشكل لافت.
وإذا ما غضضنا الطرف عن قناة أو أكثر تعتبر أن الحرية تتمثل في الشتم، ليس ثمة ما يغري بالحديث عن حرية مسؤولة وحقيقية. فالفضاء العربي يعج بالكثير من المنابر الإعلامية ذات اللون الواحد.
وبين قنوات اللون الأسود وقنوات اللون الأحمر وقنوات اللون الأصفر تتهادى الأفكار التي تتنازع على عقل المتلقي راغبة في حقنه بفكرة واحدة، وبعض القنوات لو امتلكت عصا لأمسكته وجربت أن تستخدمه مع كل مشاهد وهي تصرخ: ألا تفهم يا ولد؟!
حال الصحافة لم يعد بعيدا عن هذا الواقع مع الأسف، والرقابة اللصيقة للإعلام العربي ليست فقط من خلال الأنظمة والقوانين الخاصة بالنشر، بل إن الرقابة الأقسى هي رقابة تصطنعها تيارات وأحزاب تهيمن على الصورة العربية وتتحكم فيها، باعتبار أن هذه الأحزاب ورثت هذه الهيمنة من الأحزاب السابقة.
ومن هنا فلن تعدم أن تستغرب وأنت تسمع عن بلد طالب فيه الثوار بالحرية، وعندما نالوها، التفتوا إلى الإعلام وطالبو بتقييد حريته. وهي صورة ليست جديدة مع الأسف، فالإعلام كان دوما هو (المركوب) الذي تستخدمه الأيديولوجيات لتحقيق مآربها، ثم تأتي لحظة الحقيقة ليكون هو الذبيحة الأولى التي يجري تقديمها على المذبح.
حدث هذا الأمر في الإتحاد السوفيتي، وحصل في كل الدول التي سارت في فلكه، ويحدث في مختلف بلدان العربي بلا استثناء.
وفي بلد أو أكثر توجد فيه مدينة إعلامية، يحق لكل وسائل الإعلام التي تستضيفها مدينته أن تتحدث عن أي شيء إلا عن البلد التي يستضيف هذه القناة. وأي خروج عن هذا النص، مدعاة للتضييق على هذه القناة أو تلك، وأحيانا سحب الترخيص منها.
لقد انصاعت قنوات عربية في تلك المدن الإعلامية لاشتراطات اللعبة، فأغمضت عينيها كثيرا عن الأزمات التي يشهدها هذا البلد، وسلت سكاكينها على بلدان أخرى.
هذه الصورة موجودة في أكثر من بلد عربي مع الأسف. الحرية تتوقف عندما تفتح عينيها على واقع هذا البلد أو ذاك.
 لهذا السبب يسهل كثيرا التشكيك في مصداقية هذه القناة أو تلك. والأمر نفسه ينسحب على الصحف والمجلات.
المنبر الوحيد الذي يتمتع بمساحة أفضل هو التدوين. وحتى هذا المنبر، يعاني من يمارسه من فوبيا تجاوز الخطوط الحمراء التي ستنقله إلى ما خلف الشمس. 

ليست هناك تعليقات: