الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

العمالة المنزلية والحساسيات

كتبت أكثر من مرة حول بعض الاجتهادات غير المحسوبة من قبل لجنة الاستقدام في مجلس الغرف السعودية، والتي أحالت موضوع استقدام العمالة المنزلية إلى نوع من التصريحات التي لا تتحقق، بقدر ما تثير احتقانات لا طائل منها.
ولعل تصريح رئيس لجنة الاستقدام في مجلس الغرف التجارية سعد البداح الذي قال فيه إن المغربيات في طريقهن لمنازل السعوديين، نموذج من تلك التصريحات التي أثارت ضجيجا ليس داخل المجتمع ولكنها امتدت إلى الخارج.
لقد قرأ الناس التصريحات باعتبارها مسألة فيها نوع من الإهانة لأحد البلدان الشقيقة. والحقيقة أنه بعيدا عن هذا الأمر، فإننا لو استعرضنا التصريحات الصادرة سنجد أن لجنة الاستقدام تنام وتصحو لتقدم كل يوم عروضا وهمية بدءا من بعض جمهوريات آسيا الوسطى مرورا بكمبوديا وفيتنام وانتهاء بالمغرب!
القاسم المشترك بين كل هذه الدول تعكس إبداعات لجنة الاستقدام من أجل توفير العمالة المنزلية، وكأن ما تبشرنا به اللجنة الموقرة هو استيراد سلع جديدة وليسوا بشرا.
وإذا تجاوزنا عن المسألة فيما يخص الدول البعيدة، لكننا فيما يخص الدول العربية تحديدا لا بد من مراعاة الحساسيات التي تثير الحفيظة فتتحول إلى نوع من التعبئة غير الجيدة للآخرين على مجتمعنا.
إن خيرات بلادنا تغمرنا وتغمر سوانا من الأشقاء، لكن بعض التصريحات غير المسؤولة تعصف بكل هذه الجهود لأنها لا تدرك هذه الحساسيات.

ليست هناك تعليقات: