الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

العرب : تفاؤل أم إحباط؟


أسوأ شيء تواجهه أمة من الأمم، الإحساس بالإحباط. هذا الإحساس إن تسلل إلى أرواح الشباب، يغدو مادة مقيتة، يمكنها أن تتسبب في سلسلة مشكلات لن يستطيع أي مركز للدراسات أن يتوقعها. لأن شعور الإحباط يشبه مرض السرطان، الذي يفري الجسد في البداية بصمت، ثم سرعان ما تتمدد أوجاعه حتى تهدد الجسد بأكمله.
من يصنعون الإحباط، ليسو بالضرورة عملاء، هم مخلصون، لكن إخلاصهم أيضا، يشبه أن تعطي لمريض السرطان وصفة طبية لا علاقة لها بالمرض. هذه الوصفة تصلح كعلاج لأي شيء، لكنها لا تصلح لمعالجة السرطان.
كانت ولا تزال الحالة العربية، مادة خصبة لتأمل مظاهر الإحباط ونتائجه. لقد خرجت دول عربية من إحباطها إلى الشوارع، بعضها حقق التغيير وبعضها ما زال ينتظر.
لكن داء الإحباط لم ينته حتى مع حصول التغيير، لأن الورم السرطاني تمدد في كل الزوايا، وأحال المساحات التي كان من الممكن أن تفيض بالأمل إلى محاضن للإحباط.
والحقيقة أن الصورة العربية، رغم أن كثيرين يصفقون لها، لا يبدو أن فيها ما يغري للتصفيق. لا تزال الأمور غامضة. لا يزال الغضب مستمرا. ولا يزال الإحباط يتأجج. في نهاية النفق ـ يقول متفائلون ـ هناك ضوء. لكن لا أحد يريد أن يقول لأبناء دول الربيع العربي متى يأتي الضوء؟ أو كيف يأتي؟
الخلافات تتأجج، حول أي شيء، وحول كل شيء، ويبقى الإنسان العربي المحبط ينتظر وعود المن والسلوى، لكن عجلة الإنتاج تتوقف، والفقر يزداد. ولكنه ـ العربي ـ ما زال يتلمس وسط كل هذا شلالات الضوء في نهاية النفق. 

ليست هناك تعليقات: