الأحد، 13 أبريل 2014

الإنجاز واجب المسؤول



ينسبون إلى نابليون عبارة تقول "إذا أردت أن تحقق النجاح فلتَعِد بكل شيء، ولا تفي بأي شيء".

عبارة كارثية خاطئة، ومع عدم التسليم بصحة النسبة إلى نابليون، إلا أن حال بعض المسؤولين التنفيذيين لدينا ليس بعيدا عن هذا.

في التقرير الذي نقله الزميل محمد العوني عن أداء هيئة المدن الاقتصادية ونشرته "الاقتصادية" أمس مثال شديد الوضوح على عدم الإنجاز.

وعلينا قبل هذا أن نذكر إحقاقا للحق أن هذه المدن الاقتصادية كانت تحت مظلة الهيئة العامة للاستثمار، وكان هناك وعود كثيرة بوظائف مليونية ومصانع بالمئات. مجلس الشورى واجه هيئة المدن الاقتصادية بالحقيقة التي يعرفونها فيما يخص ما تحقق في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ نسبة الإنجاز 5 في المائة.

بينما تتضاءل النسبة في مدينة المعرفة الاقتصادية إلى 4 في المائة ويزيد التناقص في نسبة الإنجاز في مدينة جازان الاقتصادية إلى 1 في المائة. أما نسب الإنجاز في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية فهي صفر في المائة.

الذي قاله لنا المسؤولون السابقون قبل بضعة أعوام ونشرته وسائل الإعلام غير هذا.

وأتذكر أنه كان من المحظور على الناس التشكيك في أن مدينة جازان الاقتصادية ستوفر نصف مليون وظيفة. كان موقع الهيئة العليا يتباهى بأنه سيوفر فرصا وظيفية بمئات الآلاف في هذه المدن.

وقلت في مقال سابق إنه قياسا على هذه الأرقام يفترض أن تكون وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل في رغد وراحة بال، إذ لن يكون لديهما ضغوط متواصلة لتوفير مزيد من الوظائف للعاطلين.

لقد أخذ بعض المسؤولين السابقين بالمقولة الموجودة في بداية المقال، وعندما أصبحوا خارج المسؤولية بقيت تصريحاتهم ووعودهم تلاحقهم.

لقد أعاد الملك ــ يحفظه الله ــ خلال إقرار ميزانية هذا العام ما سبق أن تحدث عنه في أعوام سابقة من ضرورة أن يراعي المسؤولون عظم الأمانة الملقاة على عواتقهم. ونحن نتذكر عبارته الشهيرة: من ذمتي إلى ذمتكم. والحق أن هناك من كان على مستوى ثقة القيادة فأنجز، وهناك من لم يحقق المطلوب منه فكان عليه أن يترجل.


ليست هناك تعليقات: