الأربعاء، 30 أبريل 2014

عودة مسفر


كان بكاء أم محمد في الثامنة مع داود على mbc من الأمور التي أفضت إلى زيادة المناهضين لخديعة شيوخ التهييج، الذين أسهموا في تحريض الشباب لما أسموه النفير إلى سورية بدعوى الجهاد.

لم تسلم أم محمد من تشكيك بعض هؤلاء باعتبارها شخصية مصطنعة بزعمهم.

كان هذا الإمعان في الأذى، يكشف الضرر الذي شعروا به بعد ظهور تلك الحلقة. كانت الحقائق تترى، وكانت الكواشف تتوالى في مواقع التواصل الاجتماعي. أحدهم يحرض على الجهاد ثم يكتب عن فرحته بزواج ابنه. ابن أحدهم يستعرض على تويتر صور رحلته في شرق آسيا.

بينما والده يواصل ضخ الكراهية والتحريض بين أبناء المجتمع الواحد، ويؤجج الحس الطائفي المقيت. كانت الصورة ولا تزال تتسيدها صورة أناس يتوسلون بالدين لاقتياد أبنائنا وبناتنا تجاه حرب مستعرة، بينما هم يمارسون الفرجة والتهييج من بعيد. عاد مسفر إلى حضن أمه. وسبقه عائدون آخرون، بعد قرار ولي الأمر بتجريم من يغرر بالشباب ويدفعهم إلى أتون الحروب العمياء باسم الجهاد.

 ولكن بقيت أنفاس هؤلاء وأولئك، تخاتل أفكار القاعدة والحركية التي تتلبس في نفوسهم؛ فيكيلون المديح لهذا وذاك، ولكن أصواتهم تتوارى عندما يكون الكلام إعزازا للوطن وقادته.

في فترة من الفترات، لم يكن أحد يجرؤ على مثل هذا الكلام خشية أن يتم وصمه بالإساءة للدين. لكن ثبت لاحقا أن الدين بريء مما يفعله الحركيون ويمارسونه. سقطت الأقنعة وانكشفت الصورة.

ليست هناك تعليقات: