الجمعة، 5 نوفمبر 2010

الكفاءات والسعودة


ينظر الأستاذ عيسى الحليان في مقالته في عكاظ الخميس الماضي بشكل إيجابي إلى قرار تعيين الخطوط السعودية للشحن المحدودة نائبا للرئيس للشؤون التجارية هو بيتر شولتن.
ويعتبر الحليان أن الانسياق وراء موضوع السعودة جعل بعض الأجهزة الحكومية تخسر كفاءات "كنا في أمس الحاجة إليها لتأصيل مفهوم البناء المؤسسي الذي كان ما يزال في طور التكوين".
أجزم أن هذا الطرح العاقل من الأستاذ الحليان، لا يتصادم أبدا مع أي رؤى وطموحات فيما يخص توطين الوظائف. فخطوط السعودة التي يتم بناؤها، تحتاج إلى أن تأخذ مساراتها في اتجاه أفقي. هناك كثير من الاستحقاقات التي يمكن من خلالها تحقيق السعودة، دونما إخلال بمسألة استيعاب واستقطاب الخبرات المتميزة. في هذا السياق ربما يكون نموذج جامعة كاوست من النماذج التي تؤسس لاستيراد الخبرة والمعرفة، وإعادة توطينها في المملكة.
إن وجود خبرات مميزة تسهم في إدارة بعض القطاعات ليس أمرا مستهجنا. المطلوب فقط ألا يقف البعض حجر عثرة في مسألة توطين المهن الأخرى التي يمكن أن تستوعب عددا كبيرا من طالبي الوظائف، وهم في الغالب ممن يحملون شهادات غير جامعية.
إن حيل مقاومة ومواجهة التوجه نحو توطين الوظائف لا تنتهي، ولهذا فنحن لا نزال نتحدث عن سعودة مكاتب السفر والسياحة، وسيارات الليموزين، والبقالات الصغيرة، ومحال الخضراوات. والوضع لا يعدو عن كونه تقدما لخطوة واحدة، ثم تراجع إلى المكان نفسه كما هو حال سعودة أسواق الخضراوات.

ليست هناك تعليقات: