الأحد، 17 أبريل 2011


الهويات القاتلة 




الفرنسي من أصول لبنانية الروائي والكاتب أمين معلوف
تمنى الكاتب أمين معلوف الفرنسي من جذور لبنانية أن يكتشف حفيده بالصدفة كتابه ''الهويات القاتلة'' في مكتبة العائلة، فيقرأ بعض صفحاته ثم يعيده إلى الرف مندهشا من الحاجة إلى تناول مثل تلك القضايا.
يكتب المعلوف مؤلفاته بالفرنسية، وتتم ترجمتها فيما بعد إلى العربية. وغالبية الترجمات التي تتولاها نهلة بيضون سلسة ولغتها راقية جدا.
وأمين معلوف يكتب في الفكر ويكتب في الرواية والتاريخ. وتشغله قضايا العولمة والانتماءات والهويات التي توجد نوعا من التمايز القلق بين أكثرية غالبة وأقلية مغلوبة.
كتاب الهويات القاتلة يحاول أن يصوغ رؤية لما ينبغي أن يكون على صعيد التواصل الإنساني. وهو لا ينحاز في ذلك إلى طرف دون آخر، بل يمارس دور المهندس الماهر الذي يحاول ترتيب العالم وفقا للمأمول.
ويعترف أنه منذ هجرته إلى فرنسا في 1975 وهو يجيب كل من سأله إن كان يشعر أنه فرنسي أو لبناني بالقول: هذا وذاك. الكتاب يقدم مقارنات حول صراع الهويات الذي يختلط فيه الزمان والمكان والمناخات المختلفة.
وهذه الهويات تتباين وفقا للظروف فالانتماء الديني يختصر الهوية بكاملها عندما يشعر الناس أن إيمانهم مهدد. وينسحب الأمر على اللغة إذ تصبح هي الهوية إذا كان الخطر يحدق بها، وربما من أجل هوية اللغة، يخوض المرء قتالا مع من يرتبط معه بهوية الدين، كما هو حال الأتراك والأكراد الذين جمعهم الدين وفرقتهم اللغة. لكن أحيانا حتى اللغة والدين لا يتم التعامل معهما كهوية طاغية كما في حالة قبيلتي الهوتو والتوتسي.
الكتاب يطرح أسئلة صعبة تخصنا كعرب ومسلمين، سواء في دول المهجر أو حتى في العالم العربي ولكن المساحة لا تتسع لمزيد من الكلام.

هناك تعليق واحد:

sheeshany يقول...

كتاب "يجب" قراءته أكثر من مرة! :)