الأحد، 17 أبريل 2011


الهويات القاتلة أيضا



طلب الدكتور مقبل الذكير مني في تعليق له على مقالة السبت الماضي مواصلة الحديث عن كتاب الهويات القاتلة الذي عرضت له عبر كلام عابر، ... ورأيي أن جمال أي كتاب أن تتم قراءته حتى لا يتم ابتسار أفكاره.
لكنني أجزم دون تحفظ على ضوء ما ورد في الكتاب أن كل دول العالم تعاني صراع الهويات وتدافعها داخليا وخارجيا. وأسهمت العولمة في خلط أوراق الهوية فأصبحت تضيق وتتسع. من هنا يمكن قراءة قضية الحجاب التي امتدت لتشمل كل أوروبا. وتباينت وجهات النظر نحوها، والأمر اللافت أن الكل يستخدم مفهوم الهوية من أجل الدفاع عن موقفه وعن وجهة نظره. وفي الوقت الذي يرى طرف أن القضية انتقلت لتأخذ منحى عنصريا رأى الطرف الآخر أن الأمر يندرج تحت الحفاظ على الهوية الأصلية.
هذه السيناريوهات تتكرر في كل منطقة من مناطق العالم. وينتج عنها ما يمكن تسميته المعايير المزدوجة.
ونحن كبشر لا نتقن شيئا أكثر من إتقاننا للمعايير المزدوجة التي تجعل الحقيقة مجزأة بين أطراف عدة وبالتالي كل إنسان يرويها على طريقته الخاصة، ويجتهد في وضع المسوغات لها بالشكل الذي يتصوره وفقا لمؤثرات كثيرة لا يمكن عزل المصالح عنها.
هنا يبدو أن أي كلام عن التسامي فوق العنصرية وفوق الهويات القاتلة التي أشار إليها أمين معلوف مجرد أمنيات نخوض فيها بشكل جميل، لكننا سنضبط أنفسنا ونحن نقع في الفخ الذي يعيدنا إلى المربع الأول،...هذا المربع يحلو لي أن أسميه: البحث عن معنى.

ليست هناك تعليقات: