الخميس، 21 أبريل 2011

بين الأحذية والأقدم







''إنك لرجل غريب ، يحمّل حذاءه أخطاء قدميه'' هذه العبارة التي انتزعتها من مسرحية (في انتظار جودو) لصمويل بيكيت.
تضيء صورا كثيرة، صحيح أنها صور عابرة، لكنها صادقة. ما أكثر ما نجد أنفسنا نضع ألف مبرر ومبرر للفشل، لكننا غالبا نستبعد السبب الحقيقي، وأحيانا نميل إلى أن نكتفي بالنظر إلى قميص يوسف المصبوغ بدم الشاة. 
هذا الأمر أيسر من إجهاد النفس ومواجهة الحقيقة.مثلا : نحن نتحدث عن مشكلة الوعي، والافتقار إليه، ومشكلة احترام الأنظمة، بل مشكلة تنفيذ بعض الأنظمة والقوانين. لكننا دوما نفتش عن متهم سوانا. نشتم من يخالف أنظمة السير في الطريق، ولكننا نخالف. نطالب الآخرين بأن يكونوا متحضرين ويقفون في الطابور أمام كاونتر الجوازات أو الخطوط السعودية ولكننا نبيح لأنفسنا ألا نلتزم. ندعو إلى عفة اليد والنفس واللسان، وكثيرا ما نقوم بتعطيل هذه الكلمات البسيطة عندما يتعلق الأمر بنا باعتبار أن ''الله غفور رحيم''. هذه المعضلة الأزلية لا علاج لها إلا من الداخل. الأنظمة والتشريعات هي أدوات. لكن الضابط الحقيقي في الداخل. هنا تظهر عبقرية لفظة ''النفاق'' التي تختصر معضلة البشرية ـ ليس في الدين فحسب بل في كل المعاملات،... إنها تعيدك إلى تلك الصيغة العبثية الغريبة: تحميل الأحذية أخطاء الأقدام. ابدأ بنفسك كي يتغير من حولك.

ليست هناك تعليقات: