السبت، 2 أبريل 2011

مطلوب ثلاثة نفر سعودي على الهواء هذا الأسبوع


العرب يفرطون في ظلم السعوديين كثيرا، خاصة عندما يحاولون تصدير الآراء عبر فضائياتهم باعتبار أنها تمثل وجهة النظر المحلية تجاه القضايا. وهذا يعكس استسهالا أو استغفالا ـ سيان. ولا شك أن لسان حال كثير ممن يقيض لهم أن يتابعو شأنا محليا عبر فضائيات عربية أن يرددو مع طرفة ابن العبد:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند

داهمني السؤال بالأمس، وأنا أتابع أحد البرامج التلفزيونية، فشاهدت شخصا يظهر في كل زمان وفي كل مكان. وكأن لا أحد سواه يمكنه الحديث والكلام.
هو يتحدث عن ارتفاع أسعار البطاطس في قناة الإخبارية، ويتحدث عن الأوضاع السياسية في قناة العالم، ويتحدث عن التاريخ في قناة المستقلة، ويتحدث عن قيادة المرأة للسيارة في قناة إل بي سي. ويتحدث عن الإصلاح في البي بي سي. ويتحدث عن تخصيص الأندية الرياضية في الجزيرة...إلخ.
أحيانا أتصور أنه من كثرة شهوته للحديث، يتكلم وهو نائم.
 هو لا يصمت أبدا.
 ولذلك يبدو كل ما يقوله عبارة عن تخاريف.
هذا الشخص الذي أشقانا بكلامه وثرثرته ليس واحدا، بل هم مجموعة بعدد أصابع اليد الواحدة. تراهم رجال العصر والمغرب والعشاء والفجر. أو هكذا يزعمون.
وفي ظل صناعة الإعلام المعلب، لم يعد هناك من يصنع فكرا، بل هناك شيء أقرب ما يكون إلى الطلب الجاهز، الذي تلبيه شركات يعمل فيها أناس لا يعرفون أحدا، وجل ما يفعلونه هو الاحتفاظ في أجندة تلفوناتهم بخمسة أرقام، مع ملاحظة باردة: متحدث بتاع كله.
هناك أناس بارعون للغاية، ويمثلون واجهات، لكنهم لا يمارسون الرقص في كل منبر، وفي كل حين.
صاحب الرؤية، لا يورط نفسه في فخ الإعلام المزنوق بحثا عن ضيف، وإنما يخطط متى وكيف يظهر؟
هذا الأمر لا يتم العمل عليه لدينا بشكل جيد. وشركات العلاقات العامة التي تتعامل مع الفضائيات، اختارت الفعل الكمي، هي تتفق مع الفضائيات على طريقة: ثلاثة نفر سعودي في الأسبوع.

ليست هناك تعليقات: