الأربعاء، 2 مارس 2011

الإصغاء حضارة



بين جملة: أنا فهمتكم. وعبارة: نحن لسنا مثل مصر وتونس. التي ترددت في أكثر من بلد عربي، ظهر أن الإرسال والإستقبال لدى هذه الفئات يعاني من خلل. الطرف الأول يرغب أن يصغي إليه أحد، وأن يكون متفاعلا مع مطالبه. والطرف الآخر لم يتعود على الإصغاء، وإن أصغى لا يسمع إلا ما يريد أن يسمعه.
والحقيقة أن هذه الظاهرة ليست حكرا على بعض المسؤولين في العالم العربي. هناك أفراد في كل مكان لم يتعودوا على الإصغاء. هم يتحدثون فقط، وليس لديهم قابلية للإصغاء. ولذلك تراهم يبادرون بالمقاطعة. ومعنى المقاطعة إخراس أي صوت عاقل أو صاحب وجهة نظر. نتيجة هذا الأمر تنعكس على أوضاع المنشآت، إذ يسود مفهوم : هذا ليس شأنك. وعندما تتسع دائرة: هذا ليس شأنك. يغدو الأمر بأكمله في يد واحدة. هذه اليد العليا في المنشأة التجارية، أو المنشأة الثقافية، أوالمنشأة  الإقتصادية، ... إلخ. تصوغ الأمر كما يمنحه إياها صوتها وحسها وشعورها وتصورها. هنا نحن نتحدث عن الهيكل الأسطوري للبرج العاجي، هذا البرج الذي يسكنه المرء وهو يتخيلون أنهم يعرفون كل شيء. فإذا بهم يكتشفون في نهايات الحكاية أن الصورة مختلفة. وقتها، لا تجدي عبارة: أنا فهمتكم. الإصغاء الجيد هو الذي يعطي الفرصة لتقييم الأمور بشكل جيد.


http://bit.ly/gigAeQ 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جيد