الأربعاء، 9 مارس 2011

الكذب ... المهنة السرية الباذخة

كلما أمعن المرء في الكذب والخداع زاد احتقاره لنفسه وكثرت عقده التي يبتلي بها من يحيطون به. هذا الأمر يبرر ارتفاع أعداد المعقدين الأنيقين شكلا البشعين من الداخل. 
الكذب والخداع ، يتحول في بعض الأحيان إلى مهنة. يمكنك عندما يسألك أحد عن مهنة فلان من الناس أن تقول : مهنته كاذب.
قد يسبب هذا الأمر نوعا من الغضب، باعتبار أن مهنة الكاذب من المهن السرية. لا أحد يدري من أول إنسان اخترع الكذب؟ لا أحد يمكنه أن يعطيك عقارا يمكنك أن تتعاطاه لتمتنع عن الكذب.
لكن هذه المهنة السرية تتطلب نوعية معينة من الرجال الأشاوس والنساء الماجدات. كيف تصبح كاذبا جيدا ترتقي حتى تصل إلى مرتبة المريد الذي لا يشق له غبار؟ 
عليك أولا أن تختار من شحمه ورم. الإنسان غير الواثق من نفسه، الذي خدمته الظروف والصدف، فتتقرب إليه، وتلفت انتباهه إلى نقاط ضعفه بشكل غير مباشر، وتكون أذنه التي يسمع بها، وعينه التي يبصر بها. بعد فترة من الزمن سوف تصبح يده التي يبطش بها. 
دوما يتحقق للكاذب ما يريد. لأنه يعرف ما يريد. وهو كالحيوان المفترس، يختار فريسته بحصافة، وينهشها بذكاء، فتتحول في يده إلى مادة ينثر من خلالها سموه.
الناس دوما يصدقون الواشي. ويتعاملون مع البريء باعتباره متهما لمجرد وشاية. لذلك يغدو من الصعب اختراق هذا الجدار. لأن مهنة الكذب هي الطاغية، والصدق والوضوح يمكن تصنيفه بمسميات مختلفة  على غرار: هذا شخص مغرض، قليل أدب، لا يحترم من هو أعلى منه، آخذ في نفسه مقلب...إلخ.
هذه الإشارات، تجعل الآخر يتخذ مواقفه من الأمر على هذا الأساس.
من هو الرجل الطيب الذي يقول : حبل الكذب قصير. لقد ثبت بالدليل القاطع أن حبل الكذب أطول مم يتصور هذا الإنسان الطيب. واتضح أن مدارس الكذب لا تبقي لك خيارا، فإما أن تكذب وتصبح واحدا ممن يمتهنون الكذب جهارا ، أو أن تتحول إلى أحد المصفوفات المهمشة، خاصة إذا كانت البيئة التي تتواج فيها فاسدة، وطاردة للصادقين والمخلصين. 

ليست هناك تعليقات: