الخميس، 17 مارس 2011

هامش عن الهامش


هناك دوما أكثر من طيف، أكثر من رأي، أكثر من لون، أكثر من لغة...إلخ. وهناك دوما حق وباطل. جور وعدل. وهناك أبيض وأسود.
التعددية هي السمة التي تصبغ الكون، وتعطيه طاقة الحركة الإيجابية والسلبية. هذه التعددية تعكس أحيانا نوعا من الإنسجام. وتعكس في أحيان أخرى شكلا من التضاد، والإنحراف عن خطوط الفطرة وحدود العقل.
وسط هذا كله تبدو المساحة مفتوحة، تتسع فضاءاتها للكل، القوي والضعيف، الغني والفقير، الشريف والوضيع.
يغتر القوي بقوته، ويتمدد في زهو الحياة، حتى يلامس سن المشيب، أو يصيبه الضعف بسبب مرض عارض. قبلها ربما لا يفكر أن لديه ما يردعه أو يوقفه عن طموحاته التي لا تتردد في  العبور على الآخرين. الآخر بالنسبة للقوي يكون مجرد هامش، قد لا يشعر بوجوده.
في الصورة المقابلة، يرى الضعيف في صلف القوة، مادة هامة لاستحضار صور من قتلتهم قوتهم. ذلك أن القوة العمياء تصبح غير ذات قيمة، لأنها لا تتكئ على عقل يقود بصيرتها فتدرك المسارات التي ترتقي بها وتجعلها تسمو.
إن الأصوات التي تتعالى اليوم في العالم العربي، بعضها ينطلق من داخل الذات، ويعبر عن الواقع. لكن هناك أصوات أخرى تحركها مصالح وتطلعات لأن تصبح قوة جديدة لا يهمها أن تحقق العدل والرفاه بقدر ما يهمها أن تكون بديلا للسائد. وهذه دوما تتوسل بالضعفاء الذين عانو من عدم الإنصات. يحتاج العالم العربي أن يتلفت من حوله، أن يبحث عن المهمشين والمظلومين وأن ينصفهم، حتى لا يتحولوا إلى حراب تطعن في الخاصرة.





ليست هناك تعليقات: