الثلاثاء، 8 مارس 2011

مطلوب تجريم من يستخدم الدين لغرس الكراهية بين الناس



سأقولها وأمري إلى الله: معظمنا لم يختر دينه أو مذهبه بل ورثه عن أسرته. لا فخر لأحد بزعم أنه أفضل من الآخر، لأنه لو ولد في غير مكان سيكون هو الآخر.
 السينما المصرية لمست هذه المسألة في أكثر من فلم، بينها فيلم الإرهابي لعادل إمام، حيث عرض الفيلم بكثير من اللطف مسألة العلاقة بين مسلمي مصر وأقباطها. الأمر نفسه ينسحب على سنة العالم الإسلامي وشيعته. 
هناك من يرغب في تفجير العلاقات بين الطوائف والأديان لأسباب سياسية. المسيحيون في العراق تعرضو لكثير من العنت والتفجير، الذي يهدف إلى تكريس فكرة: صعوبة التعايش.
 الأمر نفسه ينسحب على سنة العراق وشيعته. والسيناريو يتحرك خليجيا، باتجاه البحرين وغيرها من الدول. 
هذا الطرح الأسود اللئيم، علينا جميعا أن نقف ضده. الأصوات غير المسؤولة التي تلح في بث الفرقة وتأجيج الفتنة، لا يمكن أبدا أن تكون أصواتا عاقلة، ولا وطنية.
 في مصر أثبتت الوقائع أن جهات أمنية كانت متورطة في تأجيج ثقافة الكراهية بين المسلمين والأقباط. وفي العراق هناك أكثر من دليل يؤكد أن ثقافة الكراهية بين السنة والشيعة لها جذور سياسية تستهدف بث الرعب والتهيب بين الطوائف. 
إن أمان مجتمعاتنا، أن نحضن بعضنا بعضا. لا يهمني أن يكون جاري نصرانيا أو مسلما على مذهب غير مذهبي. المهم أن يكون إنسانا. الدين المعاملة. والكراهية ليست من الدين. والذي يتبجح ويردد كلاما مخالفا لذلك، إنسان متطرف، يفتش في أوراق التاريخ الصفراء، باحثا في ثناياها عن وقود لفتنة حطبها إخوة التراب.
حتى إن عبر أحد من الغوغاء، من اي طائفة، ورددوا شعارات متطرفة، علينا أن نبرز أصوات العقلاء. علينا أن نقبلهم، ونستوعبهم.
في السعودية، كانت تجربة الحوار الوطني، تمثل نقطة ضوء، لأنها عندما جمعت الناس تحت قبة واحدة، كانت تعكس المعنى الحقيقي للأمة السعودية، بكل أطيافها، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. كان الناس يتحاورون ويتناقشون في كل التفاصيل. الوطن والوطنية هي الخط الذي اتفق الجميع في كل لقاءات الحوار الوطني على عدم المساس به. 
لقد احتصرت لقاءات الحوار الوطني، تلك الألفة، التي انبت على مدى سنوات طويلة. ولا شك أن من يظهر شعارا أو دعوة تهدف إلى كسر هذه الألفة، هو إنسان مغرض لا يمكن أن يكون من أهدافه مصالح الأمة.
لقد اتسم التاريخ في الخليج العربي، بكثير من الهدوء والتروي، ولم يكن يوما من الأيام متسما بالدموية التي تميزت بها بعض الكيانات العربية الأخرى. والحفاظ على هذا التقليد، عموده الأساس أن تتوقف الأصوات المتطرفة عن ممارسة هذا الشحن الذي يحاول أن يجرجر الخليج إلى أتون مفزع. 
لست هنا أرغب في تناول قضايا عقدية ومسائل يسهب البعض في انتقاء الشاذ من الفتاوى ليغذي بها نظرته المتطرفة. أنا هنا أتحدث عن أوطان ينبغي أن ننأى بها عن مثل هذه الجرعات الحاقدة. بل إنني أتمنى أن يكون هناك أنظمة وقوانين تجرم كل من يفتح القضايا القديمة من أجل أن يخون أو يحط من قدر هذه الطائفة أو تلك.
لم أختر أن أكون سنيا بإرادتي. ولدت سنيا. وصديقي الذي أحب لم يختر أن يكون شيعيا فقد ولد كذلك. وصديقي الثالث الذي يتميز بدماثة وخلق نادر لم يختر أن يكون قبطيا. ولا أحد مكتوب على جبهته هويته الدينية. تلك الهويات مغروسة في دواخلنا. بعضنا يعكسها بشكل إنسانيا لطيف، والبعض الأخرى يحولها إلى فكر متطرف يهدم ولا يبني أبدا.

ليست هناك تعليقات: