السبت، 12 مارس 2011

المظاهرات : اللي ماتتسماش !

لامني بعض الأصدقاء، على موضوعي الذي نشرته في المدونة بالأمس، والذي جاء تحت عنوان : يوم في قلب مظاهرة الرياض. هذا اللوم، لا علاقة له بالمضمون. بل يتركز على العنوان. ويبدو الرأي متطرفا نوعا ما. هو يقول إن البحث في محركات البحث، سيظهر العنوان، ولن يهتم أحد بالمضمون، فأحيانا يتم البحث الإحصائي والنوعي عن الموضوع وعن كاتبه. وقد ضحكت كثيرا من هذا التفكير. وكدت أشك أن يكون موجودا، لولا أن شخصا آخر أعاد طرح الملاحظة مرة ثانية.
والإعلام  تحاشى اليوم مثلا أن يلامس لفظة التظاهر. ولذلك فأنت تقرأ مقالة طويلة عنوانها: لماذا فشلت في السعودية؟ وواضح من العنوان أن هناك كلمة ملغاة، هذه الكلمة هي المظاهرات.
 بشكل عام، ورغم حجم الحدث إعلاميا، صحيفة واحدة فقط من بين كل الصحف المحلية، أوردت لفظة المظاهرات مقترنة بعنوان في الصفحة الأولى. عدا ذلك تم الإستعاضة عن اللفظة بمترادفات أخرى مثل الفوضى، الفتنة، تهديد الأمن...إلخ.
هذا في الوقت الذي تناولت فيه القنوات التلفزيونية الخارجية الأمر بنوع من التوسع الذي فاق حقيقة ما جرى. إذ أن كل شخص يدرك أن الجمعة الماضية لم تشهد أي تظاهرات، بل كان هناك استجابة كاملة لفتاوى هيئة كبار العلماء ولتعليمات الداخلية السعودية. وجاء الأمر بمثابة تصويت كامل يؤكد أن التظاهر ليس خيارا مجمعا عليه في السعودية.
ولعل أبرز الردود الرسمية، جاءت على لسان الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية التي نوه فيها بهذ الشعب الكريم، الوفي، المتخلق بأخلاق الإسلام.
وهنأ الأمير نايف الشعب والقيادة على الوقفة الوفية، التي نأت بالوطن عن الزج فيه في أتون الشغب الذي قد يجعل المملكة مكانا للفوضى. الأمير نايف في تلك الكلمة أطلق بشارة أن المملكة ينتظلرها حزمة من القرارات التي تعزز حالة الرخاء والرفاه. 
هذه المصافحة من الأمير نايف، التي جاءت متوجة بشكره لجميع المواطنين، أعطت إشارة لطيفة للمجتمع الوفي، أن الخير الآتي في الطريق، يحمل بشائر أكيدة باستمرار مسيرة النمو والرخاء. 
إيقاع كلمة مظاهرة، وسط كل هذه الممحاكات العربية، يبدو أن إيقاعه سلبي جدا على الآذان، وأحيانا يتم الاستعاضة عن ذلك بالتلميح على طريقة: اللي ما تتسماش.
يحفظ الله الوطن شعبا وقيادة. ويبعد عنا تلك التي "ما تتسماش".

ليست هناك تعليقات: